فقدان الرغبة في الحياه





إنطفاء الرغبة في إكمال الحياه

( للداعية مصطفى حسني)





في بعض الأحيان يصاب الإنسان بحالة من اللامبالاة و حالة من إنعدام الرغبة في إكمال الحياة ، من الممكن أن يصل إلى هذه الحالة بأسباب أو بدون أسباب واضحة ملموسة.


الحالة التي تسبق هذه المرحلة ، هي حالة تصيب الانسان تدريجياً من عدم إستشعاره بالمواقف و الأحداث والنعم التي تحدث في حياته، و التي كانت تسعده و يفرح بها من قبل

وصل إلى مرحلة حتى عدم تذوقه لطعم الحياه بل وايضاً فقد أحساس تذوق الطعام في فمه .

إنها حالة لم تأتي من فراغ أو أتت فجأة بدون مقدمات

حالة يفقد فيها الإنسان معنى للحياه، و تلح عليه رغبة أنه لا يريد أنه يكمل في هذه الحياه.

هذه الحالة لا تتسرع في الحكم على تسميتها أو تشخيصها .

سواء بكلمة إكتئاب أو لا مبالاة أو حزن شديد أو فقدان الشغف

أولاً حاول أن تهدأ و تستكين، و تفكر و وتتأمل و تستشير أحد المتخصصين

إنها حياتك يا أخي العزيز، تستحق بعض المجهود لتعتنى بها .



 أوضح الداعية مصطفى حسني أربعة أسباب تطفىء رغبتك في إكمال الحياه:


السبب الأول: تراكم الإحباط عبر أحداث حياتك السابقة

عندما ينظر الإنسان إلى حياته السابقة فتظهر و تتضخم عنده الأحداث المحبطة والحزينة، و الشيطان قادر بطريقة مبهرة على ان يبرزها لك لكي يقوم بإقناعك ، بأن الله سبحانه وتعالى (لاقدر الله ) غير معتنى بك


و أثناء السير في حياتك ، يحدث موقف مؤلم يجعلك تتذكر معه كل الاحداث الموجعة السابقة.

قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على الشيطان (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) ("الأعراف 17")

ثم لأتينهم من بين أيديهم: أخوفهم من المستقبل

و من خلفهم: أحزنهم على الى فات

و عن أيمانهم و عن شمائلهم: ينظر الأنسان حواليه لم يجد شيء مبهج و سعيد يجعله يكمل في هذه الحياه

و هذه الفكرة ، كافية لتقتل الأمل عند الإنسان في أن الله سبحانه وتعالى لم يكتب له الخير في هذه الحياه ( لا قدر الله سبحانه و تعالى)

و هنا نستحضر معنى قول الله تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)("النساء 26) الدقيقة 3 و 17

لاتقتلوا أنفسكم بالفكرة دي ( إن انا خارج عناية الله سبحانه و تعالى )

و تأتي هذه الفكرة عن طريق الشيطان الذي يريد ان ننسى فضل الله سبحانه وتعالى الكبير والكثير ، و نتذكر فقط موافق في الحياه تشعره بالإحباط واليأس.




السبب الثاني : عدم الشعور بالإنتماء إلى أحد

الإنسان مخلوق إجتماعي يريد أن يعيش وسط الأخرين و يريد أن يشعر انه بالحب و التقدير، لذلك إذا أكتفى الشخص بإنسان واحد فقط يستمد منه الحب والتقدير ، وفجأة ، أختفى هذا الشخص لأي سبب ، فراق أو غدر ، أو موت ، فيشعر الإنسان انه محبط و وحيد، لإختفاء هذا المصدر الذي كان يستمد منه شعور الحب والأمان و التقدير، وبالتالي يفقد شعور معنى للحياه، لذلك لابد من وجود دعم و مساندة دائمة من الأسرة والأقارب .


السبب الثالث: عار يشعر به الإنسان بعد خطأ كبير

يشعر الإنسان بالإحباط الكبير و الفقد لمعنى الحياه، نتيجة لخطأ كبير فعله في الماضي، مثل شهادة زور، أو ذنب كبير، توقعاً منه ان الله لن يغفر له و يشعر بالقنوط من رحمة الله .
لذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن معايرة و تذكرة الشخص المخطىء بخطأه لما له تأثير نفسي سلبي قوي على الإنسان.
و ان هذا الإحساس بالعار قد يطفىء رغبة الإنسان في تكملة الحياه


السبب الرابع: تقليص معنى الحياه في شيء واحد

حيث وضع معنى الحياه في شيء واحد ، مثل معنى الحياه في شخص معين ، أو النجاح في العمل، أو تحقيق حلم معين ، فإذا ذهب السبب ذهبت معه معاني الحياه بأكملها

لذلك قرار الإنسان بالإستغناء بالله سبحانه وتعالى، يساعده في إستعادة المعنى الحقيقي للحياه ، وهو الرضا بالله وعن الله و الإكتفاء بالله سبحانه وتعالى ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام)
و الأسباب الأربعة السابقة ، قد تفقد الإنسان رغبته في تكملة الحياه،
مسئوليتك عن نفسك، أن تعيد بناء الرغبة في تكملة الحياه و أنشطة الحياه كما يجب، لأن الشغف و الطاقة المحركة في الحياه هو الأمل.


مساوئ إستسلام الإنسان لحالة الإنطفاء



مع إستحواذ حالة الإنطفاء على الإنسان، و مع عدم محاولة الإنسان الخروج من هذه الحالة، يبدأ يشعر الإنسان بالآتي:



- أنه ضحية أقدار الله سبحانه و تعالى

و مع طول إحساس بأه ضحية أقدار سبحانه وتعالى و لا يستطيع رؤية نعم و فرص الخير من الله سبحانه وتعالى من حوله.




- أنه يقدم على الإنتحار


من أخطر الحالات التي يصل بها الإنسان أنه يفكر في الإنتحار والتخلص من حياته، إنها مخاطرة كبيرة و من أكبر الكبائر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يتمنين أحدكم الموت لضًر نزل به ، فإن كان داعيا فيدعو ، اللهم أحيينى ما علمت ان الحياه خير لي ، و توفني ما علمت الوفاة خير لي ".

لذلك لو شعرت بإنطفاء رغبتك في الحياه فمسئوليتك امام نفسك وأمام الله ان تعيد بناء احياء رغبتك في الحياه، و يقيناً مدد وعون ربنا معاك

خطوات لإعادة الرغبة في إكمال الحياه





· يقين إن بعد مرحلة القاع ،ارتفاع

الحياه أمامك ، و الله حي لا يموت، مادام الله باقي، فالنعم قادمة إليك، وان حياة الإنسان في المحن ، و القاع، و يبقى يقين الخطوة التالية ، أرتفاع و فرج من عند الله سبحانه وتعالى .


قال الله تعالى:

( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) ( "الشورى 28").


· 
 الإنطفاء منك غير محتمل والإنتحار غير مقبول من الله سبحانه وتعالى


ترك فكرة الإنتحار ( وهي من أكبر الكبائر)

الإستعانة بذكر لا إله إلا الله
و بالصلاة على النبي

جرب أن تساعد احداً ولو بفعل أو بكلمة بسيطة، حتى لو لم ترغب أو لم تقدر على هذا، كمية الهرمونات التي تظهر مع مساعدة الأخرين، تساعدك في تحسين حالتك.

الإستعانة بمتخصص موثوق به تستشيره خطوة مهمة جدا ، يساعدك كثيراً على التحسن في حالتك و تساعدك في إعادة نظرتك للحياه.






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-