فقدان عزيز او قريب لم يكن بالأمر السهل إجتيازه و يعتمد مقدار الألم بالفقدان ....بمقدار إرتباطنا بهم..
او تفسير معنى ارتباطنا بهم و إدراك معنى وجودهم بجانبا، هو الذى يحدد إحساسنا بتقبل الفقدان قدر الإمكان و الإحساس بالتوازن بعد فقدناهم..
التعلق بتوازن يعادل الفقد بتوازن..
بمعنى... التعلق الشديد بالأشخاص بالحياه مهما كانت درجة القرب و إعتبار هذا الشخص هو مصدر الأمان والسند والسعاده والسكينه و الحياه ..
و بمجرد تخيل فقدان هذا الشخص... تفقد معه الحياه ..
يفقد الإنسان توازنه و قدرته على التحمل على الفقد و الإستمرار فى الحياه كما يجب ..
نحن هنا لا ننكر الحزن و الإحساس بفراق الأحباب و قدر الألم بالبعد عنهم .. و إستناداً قول النبي ﷺ لما مات ابنه إبراهيم ( العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) الرسول صلى الله عليه وسلم أكد إحساس الحزن ، نحن بشر ، و أكد إحساس أيضاً ( أن وقت الحزن لا نقول إلا مايرضى الله سبحانه وتعالى ) .
لذلك هناك حزن يتبعه سخط و انهيار وعدم رضا و عدم تقبل وعدم رغبة فى الحياه ..
و هناك حزن يأخذ وقته ..
و قرار قبول الفراق ... موجود من قبل حدوث الفراق..
بمعنى إقتناع الشخص، بان أهله أو أقاربه أو أحبابه ، نعمة ورزق من عند الله سبحانه و تعالى ، و أنه سوف يأتي اليوم الذي لا محالة له أن يحدث وهو الفراق، و لا أحدي يعلم إلا الله سبحانه وتعالى من سيبدأ بالرحيل ، اليقين والإستعداد هنا قرار من قبل ما يحدث الفراق.
قرار بالرضا
بالفراق
و الإيمان بالله و قضائه وقدره و حكمته و سنة الحياه .. يهون الكثير ..
و يتبادر السؤال التلقائى حتى فى ذهنك فقط ...
و السؤال هو :
لماذا أختار الله اقرب الناس إلى ؟
و تختلف ايضا الأجوبه فى ذهنك و منها مايلى :
يمكن رسالتهم فى الحياه انتهت و قدر لينا اننا نكمل حتى لو من غيرهم لأن لسه فيه سبب أو مهمه أو رساله أو دور علينا المفروض نقوم بيه فتره حياتنا القادمه
يمكن أتعلقنا بيهم بزياده و أفتكرنا أنهم أصل سعادتنا لكن الحقيقه ان الله عز و جل جعلهم فقط ( سبب فى سعادتنا )
يمكن تعلقنا زاد بيهم اكثر بعد رحيلهم عنا و المطلوب منا لحظة تفكر
( ماذا بعد ؟ )
يمكن رحمة من الله سبحانه و تعالى (عليهم ) لانهم لن يتحملوا فراقنا نحن
و أن الله يعرف اننا اقوياء بكفاية لنكمل الحياه بدونهم و بكل رضا
و ان كل لحظة الم فراق برضا ... زيادة حسنات ومنزله عند الله سبحانه وتعالى
يمكن جعلنا نتأمل فكرة الموت اكثر و يجعلنا نعمل حساب هذه اللحظه اكثر واكثر
يمكن لتهون الدنيا فى عيونا و يقلل من تعلقنا بيها لأن الأخره هى الأساس.
كلها إحتمالات
لكن الأكيد ... ليقربنا منه أكثر ..
ليجعلنا نرضى بقدره و يجعلنا من الصابرين على حق ..
و يكون معنا
( إن الله مع الصابرين )
تقبل الفقد برضا خذ وقت فى الحزن لكن لا تدعه يتسبب فى رحيلك انت ايضا وانت على قيد الحياه .
وتأكد انهم لا يتألمون ويتمنون لنا السعاده .
نحن فقط فى مرحلة جديده من حياتنا و إعادة إكتشاف انفسنا بدونهم نحن اقوى من ما نعتقد عن انفسنا...
هنكمل الحياه طالما اختار لنا الله تكملتها ولكن على نحو يرضيه سبحانه وتعالى.
عقائد مقترحة من الداعية مصطفى حسني تستعديها عند فقدان عزيز عليك
· العقيدة الأولى : القريب الذي توفاه الله ليس وحده أبداً
وإنت كمان بعد عمر طويل إن شاء الله لما تسيب الدنيا دي بإذن الله حتروح تقابله وتكمل معاه. خلاص بقى إحنا خالدين فيها سواء في القبر، أول ما ندخل الجنة بإذن الله تعالى .
· العقيدة التانية : المتوفى إنتقل إلى الرفيق الأعلى إلى الرفق ، إلى الحنان والحب
الإنسان بموت روحه، بتصعد إلى الله، ده قرآن وسنة، بس أقولها لك في صورة قصة، النبي قال كده عليه الصلاة والسلام، فيصعدون به حتى يعبرون السماء السابعة فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم، لمن هذه الروح الطيبة؟ فيقولون فلان بن فلان، فيقول اكتبوا كتاب عبدي في عاليين، وما أدراك ما عليون؟ كتاب مرقوم يشهده المقربون.
· العقيدة الثالثة: التأكد من قدرتك على تحمل الحدث
وهو إنك تبقى متأكد بقدرتك على تحمل إللي حصل ده، أيوه ما دام ربنا كتب الموت على الناس كلها، وسمى الموت اليقين، (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) يبقى هو من الثوابت، وربنا قال (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فأنت بإذن الله مع شدة حزنك وفقدك تقدر تستحمل ده .
وعلميا لو إنت كنت حزين، فأنت في آخر مراحل الألم، لأن منحنى الصدمات بيبدأ بالإنكار ، ثم الغضب ليه يا رب أخذته مني؟ ثم التفاوض ثم بعد ذلك الحزن، ثم التقبل، ثم استمرار الحياة بميلاد إنسان جديد يقدر يستمر في الحياة من غير حبيبه. فأنت لو حزين، فأنت في المرحلة الأخيرة التعافي قبل التقبل، وأبشر الله عون معاك.لأن حزنك سببه الحب، والحب هي أكبر طاعة بيحملها الإنسان في قلبه لأي حد، خد وقتك في الحزن. بس كمل لأنشطة حياتك؟ما تسبش جوانب حياتك زي الشغل أو علاقاتك تنهار.لأنك إنت تستحق كده واللي مات في رحمة الله، مبسوط جدا مع كرم ربنا والناس إللي ما تتقابلوا والملائكة. ويا رب يجمع روحه بروح سيدنا النبي عليه السلام و أنت كمل حياتك ، كمل علشان يبقى عندك القدرة تبعتله أعمال صالحة وتدعيله في الصلاة.
إختيار وقرار
مع الوقت ستدرك أن : موت حبيب أو قريب ... إحساس مؤلم حقا لكن هناك فريقين:
فريق يتألم بحق و بقوه و بقسوه على نفسه و بإختيار حزنه على حبيبه مدى الحياه و إختيار موت نفسه مع حبيبه و نفسه على قيد الحياه ..
وفريق أخر موت الحبيب بالنسبه لهم ألم ايضا و فقد و دموع و تفريغ الحزن بما يرضى الله و التأمل فى فكرة و معنى الموت والحياه و إرسال هدايا للحبيب من صدقات و المضى فى الحياه بكل رضا و يقين فى حكمة الحبيب الأكبر الله سبحانه و تعالى
و أن ارقى انواع الرضا هو البكاء بكل رضا ..
فأختار أى من الفريقين أنت
اللهم أرحم مواتنا جميعاً و إجعلهم من أهل الفردوس الأعلى