التحرر من صدمات الطفولة

التحرر من الصدمات الطفولة




من منا لا يملك ذكريات مؤلمة في طفولته ، عاشها و تمنى لو لم تحدث، لأنها تطارده بقية حياته، تؤلمه نفس درجة الألم ، و كأنها تحدث الأن مرة أخرى ،

الألم الجسدي ينتهى بمجرد ذهاب الألم

أما الألم النفسي، مستمر معنا ، ما لم نحاول أن نتعافى منه بإذن الله.

 

و للأسف صدمات الطفولة تأثيرها عميق و مستمرة مع الإنسان بقية حياته، لأنه يظل يفكر فيها، مع كل حدث مشابه ، و أو غير مشابه، تستمر معه مع كل لحظة ضيق يمر به أثناء السير في حياته.

و لها تأثير عميق و غائر و شبه مستمر ، ما لم يحاول الإنسان أن يبدأ في التخلص منها ومن تأثيرها السلبي عليه،

احداث الطفولة مثل طوبة البناء، إن لم تكن صالحة وقوية و ثابتة، سوف تؤثر على البناء بأكمله.

لذلك من المهم أن يكون الإنسان حريص على التحرر من صدمات الطفولة و صدمات الماضي الأليمة ، التي تسبب له إزعاج وضيق وعرقلة في الإستمتاع و السير في ممارسة حياته بشكل طبيعي و هادئ و مستكين و راضي.

 

تعريف صدمات الطفولة

و بطريقة علمية تعرف صدمات الطفولة على إنها "تجارب سلبية ومؤلمة تحدث للطفل في مرحلة الطفولة والتي قد تكون سبب في حدوث اضطرابات نفسية وسلوكية لاحقًا في الحياة."

بعض أمثلة صدمات الطفولة الشائعة:

1. سوء المعاملة من الأهل والأقارب و الأصدقاء سواء البدنية أو العاطفية أو الجنسية.

2. الإهمال العاطفي أو الجسد من الأهل .

3. الإنفصال عن الوالدين أو فقدان أحدهما.

4. التعرض للعنف المنزلي.

5. الإساءة اللفظية أو التنمر.

6. الحوادث الصادمة مثل الكوارث الطبيعية أو الحوادث المرورية.

هذه التجارب الصادمة قد تؤثر بشكل كبير على نمو وتطور الطفل وتؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية واضطرابات في المستقبل إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب. لذلك من المهم التعرف عليها والتعامل معها بطريقة علاجية لتجنب الآثار السلبية طويلة المدى.

 

كيف أتحرر من صدمات الطفولة

 


الإنتقال والتحرر من صدمات وأحداث الماضي هو تحدي كبير يواجه الكثيرين. غالبًا ما تكون هذه الصدمات مؤلمة وتترك بصمات عميقة على حياتنا. ومع ذلك، هناك طرق يمكننا من خلالها التعامل مع هذه التجارب الصعبة والسماح لأنفسنا بالشفاء والنمو:

 

أولاً: الإعتراف بما حدث في الماضي

 من المهم الإعتراف بأن ما حدث في الماضي كان حقيقيًا وأنه يشكل جزءًا من تجربتك، لا تحاول إنكار أو تجاهل هذه التجارب، بدلاً من ذلك، حاول فهمها وتقبلها كجزء من رحلتك.

 

ثانيًا: التعامل ومواجهة صدمات الماضي

 اعمل على التعامل مع المشاعر والأفكار المرتبطة بتلك التجارب، هذا قد يتضمن التحدث مع أصدقاء موثوقين أو مع مستشار أو معالج نفسي،يمكن أن يساعدك التأمل والممارسات الروحية الأخرى أيضًا في معالجة هذه المشاعر.

 

ثالثًا: التركيز على التخطيط للمستقبل

 ركز على بناء مستقبلك، بدلاً من أن تظل عالقًا في الماضي، حدد أهدافك وخطط لكيفية تحقيقها. ركز على ما تريد أن تصبح عليه بدلاً من ما كنت عليه في الماضي.

 

رابعا: الصبر على النتيجة

 كن لطيفًا وصبورًا مع نفسك خلال هذه العملية. التغيير والشفاء ليسا عمليات سريعة أو سهلة. تقبل أنك ستواجه تحديات وتقدم وتراجع. الأهم هو أن تستمر في المضي قدمًا.

 

بالصبر والشجاعة والدعم، يمكنك بالتأكيد التحرر من صدمات الماضي والانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا. تذكر أنك لست وحدك في هذه الرحلة.

 

و بصورة توضحية أكثر للتعامل مع صدمات الطفولة

الوعي والاعتراف بالصدمة:

  • ·      التعرف على الخبرات الصادمة التي مررت بها في الطفولة.
  • ·      فهم كيف أثرت هذه الصدمات على حياتك وشخصيتك.
  • ·      الاعتراف بأنك تعاني من آثار هذه الصدمات.

التعامل مع المشاعر والأفكار المرتبطة بالصدمة:

  • ·      السماح بالتعبير عن المشاعر السلبية كالغضب والخوف والحزن.
  • ·      تحدي الأفكار السلبية والتحيزات المرتبطة بالصدمة.
  • ·      التعامل مع الذكريات والأحداث الصادمة بطريقة تتسم بالتعاطف.

إعادة البناء العاطفي والنفسي:

  • ·      تطوير مهارات التعامل مع الضغوط والتنظيم الانفعالي.
  • ·      بناء مفهوم إيجابي عن الذات والثقة بالنفس.
  • ·      تعلّم أساليب جديدة للتواصل والعلاقات الصحية.

 

قرار الشفاء والتعافي:

  • ·      الإستفادة من الدعم العلاجي والنفسي المناسب.
  • ·      إدراج أنشطة وعادات صحية في الحياة اليومية.
  • ·      إعادة بناء الحياة والأهداف بشكل إيجابي.

الوقاية والحماية:

  • ·      وضع حدود وقواعد شخصية صحية.
  • ·      تجنّب المواقف والعلاقات التي قد تسبب صدمات جديدة.
  • ·      التعلم من الماضي لمنع تكرار الصدمات في المستقبل

 

 و فكرة تقبل أن الحدث حصل بالفعل و أنه جزء من إختبارات حياتي التي وضعها الله سبحانه وتعالى لي ، و أن الله طالما أراد لي هذا الحدث أكيد أنى أستطيع تحمله مع محاولة التخطي والعلاج من أثار هذه الصدمات ، قال الله تعالى ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ).

و الإستعانة باسم الله القدير ، أنه قادر على أن أتخطى هذه الأزمة بالإستعانه به سبحانه وتعالى ، أنه هو أكرم  الأكرمين و أرحم الراحمين.

الشفاء والعلاج قرارك أنت، بالإستعانة بالله سبحانه وتعالى ، لتصبح ما تتمنى أن تكون شخص واعي و هادئ و مستكين و مطمئن.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-