إسم الله الفتاح – العليم – الرزاق
للدكتور نبيل العوضي
الفتاح
أحياناً تنغلق في وجهك الأبواب
أحيانا تظن أن لا مناص ولا خروج من هذه
الأزمة،
أحيانا تضيق عليك الدنيا بما رحبت،
فجأة يفتح الله عز وجل لك بابا، وينير لك في
الظلام طريقاً،
فجأة ينزل الله عز وجل رحمته (ما يفتح الله
للناس من رحمة فلا ممسك لها)
من الذي فتح باب الرحمة؟إنه الفتاح جل
جلاله، يفتح على الناس أبواب الرحمات،
تجد قلبا مقفلا، مستحيل أن يهتدي، ثم تجد هذا الإنسان يتوب إلى الله سبحانه
وتعالى، فجأة يشرح الله صدره، ويفتح الله قلبه.
ويهتدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما
كان أحد يتصور إنه سيسلم، لم يسلم فقط، بل وحسن إسلامه، بل صار من السباقين في هذا
الدين من الذين يحملون راية الإسلام،
هذا عمر، من الذي فتح قلبه؟إنه الفتاح
وأيضا بمعنى الذي يقضي بين عباده، الحاكم (الذي
يقضي بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون) ( يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم )
هو الذي يقضي بين الناس، بين الظالم
والمظلوم، بين الكافر والمؤمن، والذي يقضي بين الناس في خلافهم واختلافاتهم، هو
الفتاح جل جلاله.
الله سبحانه وتعالى هو الفتاح العليم،
هو الذي يحكم بين عباده، هو الذي يقضي بينهم، وهو الذي ينصر كل مظلوم، .من الذي
ينصر المظلومين؟ إنه الفتاح، ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير
الفاتحين) ، يا فتاح،
الفتاح هو الذي ينصر عباده، وكل نصر من
عنده فهو فتح من عنده. ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله
أفواجا ).
لا تيأس من النصر، لا يصيبك الإحباط
عندما ترى كل أمم الكفر، قد تجمعت على أمة الإسلام.
لا تجزع، لا تيأس من نصر الله، فالله
عز وجل هو الفتاح، قد يبتلي أهل الإيمان، قد يؤخر النصر، قد ينظر لعباده، يميز
الخبيث من الطيب، يريد أن يتخذ منهم شهداء،
كل هذا للحكمة، يتأخر النصر، ثم يأتي الفتح من
الفتاح جل جلاله، فإذا نزل الفتح ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء،
الله عز وجل هو الفتاح،
تريد أن يفتحلك الأقفال؟تريد أن يفتح
لك باب الرزق؟ تريد أن يفتح لك أبواب رحمته؟ تريد أن يفتح لك في هذه الدنيا كل خير؟
أكثر من الاستغفار، فإن الاستغفار سبيل لكل خير.
من أراد من الفتاح أن يفتح له أبواب رحمته، فليكثر من الإستغفار وطاعة الله جل
جلاله.
أنه الفتح المبين من الفتاح جل وعلى
حتى قال الله في الحديبية إنا فتحنا لك فتحا مبينا. الفتاح أحيانا يبسط، ويفتح
الرزق على عباده، وأحيانا يضيق الرزق على آخرين، لا تظن دائما أن فتح الرزق خير.
كما قال عليه الصلاة والسلام (أخشى أن
تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلك كم كما أهلكتهم أحيانا).
يفتح الله أبواب رزق الصالحين، فيكون
خيرا لهم، حتى العلم من يفتح له بالعلم، ليس كل الناس، وناس كثيرون يقرؤونو يحضرون
دورات وكليات شرعية، لكن لا يفقه العلم؟
ما دخل في قلوبهم يحفظ، لكن ما يفتح وأناس يتعلمون علم بسيط في فتح الله عز وجل
عليه،
وهو الفتاح العليم، ورب حامل فقه، ليس
بفقيه.ربما يتعلم الإنسان شيئا قليلا.
واتقوا الله ويعلمكم الله. يفتح الله
النصر على عباده، يفتح الله الرزق على عباده، يفتح الله العلم الشرعي على عباده،
وهو الفتاح العليم،
ان سألت الرزق؟.فأطلب من الفتاح.
إن سألت العلم؟ فأطلب من الفتاح.
ان طلبت النصر؟ فاطلبهم من الفتاح، وما
النصر إلا من عند الله.
وتذكر أن الفتاح جعل يوما يفصل فيه بين
العباد. سماه (يوم الفتح) فتبارك الله الفتاح العليم.
حين تغلق الأبواب في وجهي و أقول يا فتاح ينشرح صدري و، يسكن ويهدأ، أرفع بصري إلى السماء في كل لحظة ضعف،
واقول بيقين يا فتاح يا فتاح بإرادتك وقدرتك ينفتح كل مغلق.وبعناية ك وهدايتك،
ينكشف كل مشكل، و برحمتك وفضلك يندفع كل بلاء.
يا فتاح فتاح.
يا من فتحت مغاليق القلوب بالهدى والإيمان،
فلانت وأذعنت وانقادت،
يا من فتحت بالإيمان صدوراً، مغلقة، متعنتة،
فألقيت فيها اللين واليسر، وقد أفتت فيها نور الإيمان.
سبحانك يا فتاح، تكشف الغمه عن عبادك تسرع
بالفرج، ترفع الكرب، تفيض الرحمه، اعتمد عليك يافتاح أخذ بالاسباب طالبا منكم
مفاتيح الرزق والرحمة.
أحسن التوكل عليك،
واستعين بك في كل امر لي،
لأني أعرف أنك الفتاح، حتى لو أغلق كل
شيئ في وجهه. تزداد محبتي لك يا الله.
كلما تأملت اسمك الفتاح يزداد تعلقي بك
وتوكلي عليك.
بيدك مقاليد كل شئ وبيدك مفاتيح العلم والهدى
والخير والرحمة والرزق ومفاتيح منغلق من الأمور. فلك الحمد يا الله حين فتحت أقفال
قلوبنا بالإسلام، وأفضت علينا نوراً من عندك فهذا والله لهو الفتح العظيم.
العليــــم
تسقط طائرة، يظلون
شهور، يبحثون عنها، لا يجدونها مع الأجهزة التي عندهم، والأقمار الصناعية
والطائرات والبشر الذين يبحثون و غير قادرين إيجادها،
أحيانا يفتقدون شيء في الأرض، ما يجدونه، والله
عز وجل ( يعمل ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما
يعرج فيها ) إلا في كتاب الله هو العليم، وسمى نفسه.عالم الغيب، وسمى نفسه علام
الغيوب، وهو سمى نفسه، عالم، كل هذه الأسماء تدل على علم الله عز وجل.
شوفوا أحيانا العلم مهما تطور بحوث ودراسات
ودنيا وأبحاث، و. علشان يعرفوا ماهي حقيقة
النوم أو الرؤى والأحلام؟ غير قادرين.
ترى إلى الآن العلماء ما يدرون عنها
شيء كثير، يسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
الله عز وجل هو العليم، علمه، ولا
يقتصر على الحاضر، بل على المستقبل، بل على الغيب، بل على ما لم يكن، لو كان كيف
يكون هذا؟ علم الله عز وجل لا يغيب عنه شيء، ما، يكون من نجوى ثلاثة إلا هو
رابعهم.ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر، إلا كان معهم الله عز
وجل، و هو معهم أينما كانوا، بل الغيب لا يعلمه إلا الله، قل لا يعلم من في
السماوات والأرض الغيب إلا الله.
مفاتح الغيب الخمسة
إن الله عنده.علم الساعة، وينزل الغيث،
ويعلم ما في الأرحام، (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت)،
إن الله عليم خبير، فما أعظم علم الله عز وجل، وما أوسعه
في بعض الأحيان يبدأ بعض الهم والغم من
كلام الأعداء، كلام الخصوم، ما يفعله المجرمون الطواغيت بالمستضعفين في
الأرض.أحيانا يصيب بعض الصالحين بضيق في صدورهم أو شيء من الحزن. ما الذي يطرد عنك
هذا الحزن؟ أن تعلم أن الله عز وجل عليم بأقوالهم، عليم بأفعالهم، عليم بمكرهم،
فتركهم لعلم الله عز وجل( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) .
خططهم، خبثهم، لا يصيب بك بالحزن.أو الخوف أو القلق، فالله عز وجل
عليم،
هكذا نؤمن باسم الله العليم، اطمئن، امشي على
الأرض وأنت سعيد، أنت مرتاح البال، الله عليم بكل خططهم ومكرهم.
لا تزكي نفسك.لا تقل يوما من الأيام،
انا التقي، أنا الورع، أنا الذي لا أخطئ، لا أعصي. أنا ما في قلبي ذرة وكبر ولا
حسد. ولا إياك وهذه الكلمات، فإن الله عز وجل يعلم ما في قلبك. علم الله أوسع مما
تتصور، وأكبر مما تظن، ما في قلبك، وأكثر يعلمه الله جل وعلا، فلا تزكوا أنفسكم،
لا تمدح نفسك وتقول، الله يعلم بما في قلبك، لا يدخلن شيء من قلبك، من أمراض
القلوب، من خبثها ودنها وأقدارها، فالله عز وجل يطلع عليها.لا تصرف شيئا من
العبادة لغير الله، لا تضع شيئا في قلبك غير حب الله، لأن الله يعلم ما في قلوبكم.
كيف نعلم ونؤمن أن الله عز وجل هو العليم، ثم بعد
ذلك نأخذ حكمنا شرعاً من غيره جل وعلا، نبحث عن دساتير في الأرض، نبحث عن قوانين
يصنعها البشر، و نعرض عن قوانين ربي البشر، وهو العليم. نؤمن أن الله هو
العليم.ونأخذ أحكامنا وشريعتنا من غيره؟ ألا يعلم من خلق الله العليم؟ ألا يعلم من
خلق، وهو اللطيف الخبير.
غير هو العليم بأحوالنا، وما يصلحنا
وما يفسدنا فأفضل الحكم حكمه، وأفضل الشرع شرعه، وأفضل منهج للحياة منهج شرعه الله
جل وعلا.
الــــرزاق
الأنهار التي تجري،الأشجار والثمار
كلها ممن؟ إنها من الرزاق سبحانه وتعالى.الرزق رزقه. والخير خيره.وارزقنا و وهو
خير الرازقين،ليس فقط هو الرزاق، بل هو خير الرازقين. جل جلاله.
الرزاق كتب الرزق لكل دابة على وجه
الأرض.الأسماك في البحار، الطيور في الأشجار، الديدان في الأرض، الإنس والجن،
البهائم، الحيوانات، الطيور، كل شيء، من الذي يرزقه،
يرزق كل شيء، ترى بعض الحيوانات التي
لا تبصر من يرزقها الله يسوق لها، رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها. الرزاق جل جلاله،
يكتب رزق بني آدم أكثر من مرة، ليعلن إبن
آدم أن رزقه مكتوب.فهو الرزاق .
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين،
يحط الناس، تجف الأرض،. من الذي يرزقهم؟الرزاق.
بعض الناس للأسف يعلم أن الله هو
الرزاق، ويلهو بالدنيا عن الرزاق جل وعلا.وإذا رأوا تجارة أو لهو، أنشغلوا بها، قل
ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة، والله خير الرازقين.
تريد أن تعرف كم يؤمن بهذا الإسم،
ويتفاعل مع هذا الإسم؟ تريد أن تعرف؟ شوف صلاة الفجر التي يقسم فيها الرزق، والتي
ينادي بها الرزاق عباده للفلاح، كم واحد يذهب إليه؟ وانظر بعدها بساعتين عشان
الرزق.الناس كثر بالشوارع؟ وكم هم في المدارس والوزارات والدوامات إللي تعلم أن
الناس لم يفهموا؟ أغلب الناس، ما معنى اسم الله الرزاق؟وفي السماء رزقكم وما
توعدون، فورب السماء والأرض، إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون، إنه الرزاق.جل في علاه.
التقوى، فمن اتقى الله عز وجل رزقه، ولهذا قال الله جل وعلا (ومن
يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) ، ليس فقط الفرد، حتى المجتمعات
إذا كانت صاحبتها تقوى، فإن الله عز وجل يرزقها، ويفتح لها بركات السماء والأرض (ولو
أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) هكذا وعد الله عز
وجل لأهل التقوى.
كيف تعلم وتؤمن بأن الله هو الرزاق.ثم تبحث عن
رزقه من أبواب الحرام،
غريب يقول أنا أعلم أن الله هو الرزاق،
ولكنه يبحث عن الربا، يفتش في الرشاوى، يبحث عن هنا وهناك، لي أخذ المال من حرام،
وهو يعلم أن الله هو الرزاق، كيف يستوي هذا وهذا؟كم من الناس اليوم يقول لك أنا
أعلم أن الله هو الذي يرزق، والله عز وجل هو الرزاق، لكن عند أول ضائقة مالية هدد
بالفصل أو فصل من عمله.أو خرج من شركة يبحث عن عمل، لم يجد، أو جاء له إنسان،
وضايقه، وتسبب بتوقف معاش له، أو راتب يقول بعد هذا فلان قطع رزقي، فلان منع عني
رزقي.وهو يعلم، وهو يؤمن بأن الله عز وجل هو الرزاق،
وفي السماء رزقكم، وما توعدون، ما من
دابة، ما من إنسان، ما من طير، ما من حشرة، مامن دودة في الأرض إلا ورزقها على من؟
على الله جل وعلا.
(وكلوا من رزقه) التوكل على الرزاق، لا
يعني أنك تجلس وتقعد وتترك العمل بلا عمل، وابذلوا فعل، لكن آمن بأن الله عز وجل
هو الرزاق، جاء رجل حاتم الأصم.رجل فقير مسكين، متوكل على الله، يعمل، لكن على قدر
حاله، قال له لما لا تبحث عن رزق؟ فقال له حاتم يرد عليه، قال رزقي في السماء، قال
أو تمطر السماء عليك دينارا، و درهما قوما، عمل، أو تمطر السماء عليك دينارا و
درهما.قال أو أليس له الأرض والسماء الذي يرزقني في الأرض يرزقني من السماء؟ نعم،
أنا أعمل وأبذل، لكنني أعلم علم اليقين أن الله عز وجل هو الرزاق ذو القوة المتين.


