إقتباسات من كتاب
( الخروج عن النص)
للدكتور / محمد طه
مهم جدا فى رحلة اى حد فينا انه يقف شوية قدام المراية ( المراية النفسية) الى من خلالها يقدر يشوف نفسه و يعرفها و يتعلم منها علشان يخرج عن النصوص القديمة و يبدأ يقبل نفسه و يحبها و يغيرها للأحسن و هى رحلة تستحق التعب والصبر و بعض الألم.
• اطمن على حدودك، و راجع المسافات الى بينك و بين الناس، شوف مين موجود فين .. مين قريب .. مين قريب قوى .. مين قريب لدرجة الخطر .. و مين مقتحم .. مين مستحوذ .. و مين محتل .. و مين بيمص الدم ..و اعمل التعديلات اللازمة .. و حط كل حد فى مكانه.
· شوف كمان مين على الباب، و مين رايح جاى ..و مين واقف بعيد . و كلهم مستنيين الإذن و الإشاره الخضراء.. لو انت تحب.
• من حقك تحدد مين .. هيكون فين و امتى .. مهم حدودك تبقى واضحه .. و ارضك تبقى آمنه .. و مهم انك تدافع عنها و تحميها.. ضد اى اذى من أي نوع ..
· تحديد المسافه بينك و بين اى حد حق اصيل ليك . زى ماهو حق اصيل لكل الناس.
· بيتك النفسى ملكك .. مش ملك اى حد تانى .. حافظ عليه .. لأنه أمانه . هيسألك عنها الى سلمك عقد ملكيته المؤقته يوم ما خلقك . رفعت الأقلام و جفت الصحف
افتكر دايما ...
· كل مرة انت بترجع فيها للى بيأذيك فأنت الى اخترت ده .. و انت الى قررت ده .. و انت مسئول كل مرة بتحن فيها للى يحسسك لنك ما تستاهلش .. فانت الى اخترت ده ..و انت الى قررته ..و انت مسئول كل مرو بتروح فيها للى يقلل من اهمية وجودك فانت الى قررت ده .. انت مسئول .. انت مسئول
• جوه كل حد فينا فلتر .. بس يمكن انت مش واخد بالك من وجوده لأنك ما أستخدمتهوش قبل كده .. مطلوب منك كل يوم انك تستخدمه و بعد شوية هتتعلم هتستخدمه كل ساعه و كل دقيقه.
اول ما تلاقى فيه مشاعر جواك غريبة عليك و على فطرتك و طبيعتك.. على طول استرجع ايه الى حصل قبلها .. قابلت مين؟ و ليه و ازاى؟ ..
و ابدأ استخدم الفلتر .. و نقى نفسك من شوائب الأخرين الى اتخلصوا منها عندك . و رجع لكل حد حاجته الى رماها جواك .. عشان تبدأ دورة جديدة من تنقية نفسك كل يوم.
حلول خمسة لتجاوز المواقف غير المنتهية بداخلك، المواقف التي تملاءك و تعطلك عن السير و الإستمتاع بحياتك.
و المواقف غير المنتهية - من وجهة نظر «معينة» - هي اللي ورا كل أنواع وأشكال الأعراض والأمراض النفسية.
طيب نعمل إيه بقى؟
شوف يا سيدي.. قدامك حل من خمسة..
· الحل الأول:
إنك ترجع بالزمن للموقف الأصلي.. وتحله.. وده طبعا.. في ظل أبعاد الزمن الخطية اللي نعرفها حاليا.. مستحيل..
· الحل التاني:
إنك تفضل زي ما انت.. مسجون في الماضي.. وداير في ساقية الحاضر وانت مغمي عليك.. بتحاول تحل مع الناس الغلط.. وتحاول تنهي في الوقت الضايع.. وده حل مش هيعمل أي حاجة غير إنه يزيدك عمى وصمم وأسى.
· الحل الثالث:
إنك تروح بالفعل للشخص اللي بينك وبينه موقف غير منتهي.. وتنهيه نهاية مختلفة.. يعني تقول اللي كان نفسك تقوله.. أو تعمل اللي كان نفسك تعمله.. أو تاخد حقك منه، وتخليك جدع ومسئول وشجاع.. وغالبا وقتها هتكتشف إن معظم مخاوفك كانت سراب.. ومعظم تصوراتك كانت غير حقيقية.. وكل حاجة هتاخد حجمها.. وتبدأ من أول وجديد..
طيب ولو الطرف التائي مش موجود.. مش متاح.. مسافر.. ميت.. مريض.. تعمل إيه؟
ساعتها تعمل طريقة علاجية بسيطة جدا بيستخدمها المعالجين بالسيوودراما.. تجيب كرسى فاضي.. وتتخيل عليه الشخص اللي بينك وبينه موقف غير منتهي.. تحطه قدامك كما هو بصوته وصورته وتفاصيله (وقت الموقف).. وتبدأ تتكلم (طبعا ده في وجود معالج نفسي).. آه.. تفرغ كل اللي متخزن جواك.. كل اللي ماقدرتش تقوله.. كل اللي كتمته.. كل اللي ما جاتش الفرصة إنك تعبر عنه.. عاوز ئصرخ.. اصرخ.. عاوز تشتم.. اشتم.. عاوز تودعه.. عاوز تقوله إنك بتحبه.. عاوز حتى تسلم عليه.. اعمل ده.. ببساطة.. ما تخليش حاجة باقية جواك.. حل.. وانهي.. وكفاية لغاية كده.
· الحل الرابع..
فهو إنك تسامح.. وتعفو.. وتصفح.. وتكون من العافين عن الناس.. مش بس من الكاظمين الغيظ، وطبقا ده محتاج درجة عالية من النمو النفسي.. ومنزلة مرتفعة من السلام الداخلي.. ومش كل الناس تقدر على ده.. وبعض الناس تقدر تعمله بس بعد ما تكون نفذت الحل التالت.. علشان ساعتها يكون بالفعل «عفو عند المقدرة»..
· الحل الخامس والأخير..
هو إنك تكون من المحسنين.. يعني مش بس تعفو وتصفح.. لأ.. كمان تحسن لمن أساء إليك (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس و الله يحب المحسنين). ودي أعلى درجات النضج النفسي.. وأنقى درجات السلام الروحاني.. وبرضه مش كل الناس تقدر تعمل ده.. وبعض الناس بيعملوه بعد تنفيذ الحل الثالث والرابع..
هاه.. نويت على إيه؟!
تفضل زي ما انت؟ في حواراتك الداخلية اللي مش بتخلص.. ولا هتخلص.. غير لما تخلص عليك..
تفضل في مواقفك غير المنتهية؟ اللي بتاكل منك زي النار في الهشيم.. وتعيشك غير مكتمل وتحرمك من أجمل ما فيك..
تفضل في سجنك القديم العتيق؟ سجن الماضي بأشخاصه وأحداثه وأماكنه..
تفضل في عالمك الداخلي الئفلق على نفسك؟ واللي مش بتسمع ولا تشوف ولا تحس فيه غير أسطوانات مشروخة مكررة.. ومشاهد قديمة بالية..
ولا تبدأ.. وتحل.. وتنهي؟
هنا.. ودلوقت..
· فيه أنواع كتير جدا من العلاقات بين البشر..
من أخطر الأنواع دي على الإطلاق.. علاقة «الحبل السري».. وعلاقة «العمى»..
علاقة «الحبل السري»:
دي بيكون فيها أحد الطرفين هو مصدر كل حاجة بالنسبة للطرف التائي.. أو بالأحرى.. أحد الطرفين بيخلي الطرف التائي هو المصدر الوحيد لكل حاجة.. هو المصدر الوحيد للحب.. هو المصدر الوحيد للأمان.. هو المصدر الوحيد للحياة.
لا و لا
مافيش حاجة اسمها «أنا وانت ولا حد تالتنا».. مافيش حاجة اسمها «إنت مالي الدنيا عليا» وباقي كلام الأغاني اللي بيشجع على هذا النوع من العلاقات طول الوقت..
مافيش حاجة اسمها «إنت كل حاجة بالنسبة لي».. لأن «كل حاجة» ده لو اختفى أو اختفت.. يبقى الدنيا انهارت.. والحياة ما بقاش ليها معنى.. ويبقى أمراض نفسية ما لهاش أول من آخر..
وساعتها الكل بيدفع التمن..
دايما خلي فيه بدايل..
دايما خلي فيه ناس..
· دايما الله سبحانه وتعالى موجود
· معاك كل الأدوات المناسبة علشان ترسم خطة حياتك بنفسك.. وتغير الخطة دي بناء على رؤيتك واحتياجاتك في كل مرحلة منها..
ومعاك الإرادة الحرة اللي تحدد بيها الطريق اللي هتمشي فيه.. ولو ما عجبكش.. تمشي في غيره..
وعندك القدرة على الإختيار.. وإعادة الإختيار.. وإعادة إعادة الاختيار مرة واتنين وتلاتة..
وليك الحق في اتخاذ أي قرار تشوفه في أي وقت تحبه.. من أول هتفطر إيه النهارده لغاية الإيمان والكفر..
ربنا إدالك مفاتيحك في إيدك.. وسلمك عقد ملكية نفسك لفترة محددة بعمرك.. ووهبك حرية وإرادة واختيار وقرار ومسئولية..
أنا مش كاتب الكلام ده علشان أقول خطبة دينية أو وعظ مباشر.. أنا كاتب الكلام ده علشان أقولك حاجة تانية خالص:
مافيش أي حد من حقه يرسملك طريق حياتك.. ولا أي حد من حقه يحط رجلك على طريق إنت مش مقتنع بيه.. ولا أي حد يملي عليك آراءه وتجاربه الخاصة باعتبارها نصوصا مقدسة..
· مش من حق أي حد يحددلك اختياراتك.. ولا ياخد قراراتك بالنيابة عنك.. ولا يخليك تشوف بعينيه أو تسمع بودانه أو تبقى مشروعه الإستثماري الرابح.. أو تحقق حلم حياته اللي ما حققهوش..
· أنت كائن مستقل بذاتك.. حر.. ومختار.. ومسئول..
