كيف أصل إلى الشعور بالأمان النفسي؟

 



الإحساس بالأمان

الشعور بالأمان هو الغاية القصوى التي يسعى إليـها أي إنسان فطــري وســوي.

يريد أن يطمئن دائماَ ويسكن و يستقر، و يتبادر في ذهن الإنسان دائماً، الكثير من الأسئلة عن الشعور بالأمان، مثل  لماذا أشعر بعدم الأمان؟ ماذا أفعل لكي أشعر بالأمان والسكينة والإستقرار النفسي ؟

لماذا في بعض الأحيان أمتلك كل مسببات الإحساس بالأمان ولكني لا أشعر بالأمان؟ و هل من الممكن أن أصل إلى إحساس الأمان المطلق الأبدي؟.

 

 ما هو الشعور بالأمان؟

الكثير من المتخصصين قاموا بتعريف الأمان، و بالإحساس الفطري بمعرفتنا و إحتياجنا للإحساس بالأمان دائماً

ممكن أن نعرف الإحساس بالأمان

هو شعور و إحتياج فطري طبيعي يشعر به الإنسان بإحتياجه طوال حياته، بداية من ولادته، يريد أن يشعر بالأمان مع أمه ، مع أسرته ، مع أقاربه و أقرانه، و يهرب و يبعد عن أي شيء يشعره بالخوف و القلق و يبعد عنه إحساس السكينة والطمأنينة.


أنواع الخوف

 خوف من المرض،  خوف من المستقبل و من الفقر و من الفقد و من الموت.

و كل ماسبق خوف فطري ، طبيعي يمر على الإنسان في مختلف مراحل حياته

ولكن هناك خوف مرضي ، زائد عن الحد ، وهذا يحتاج إلى إستشاري متخصص.


 و شعور الأمان أيضاً مختلف من شخص لأخر على حسب إرتباط معنى الأمان عند الشخص

مثلا: هناك أشخاص يربط معنى الأمان بزيادة رصيده من المال

       و أخر يربطه بوجود أشخاص بعينهم بجانبه في الحياه

       و أخر يربطه بالإحساس بالشهرة

      و أخر يربطه بإحساس السلطة والتمكين

و سعي الشخص لتحقيق الأمان عن طريق الأشياء المادية الملموسة مثل المال و  وجود أشخاص بحياته أو إمتلاك أشياء مادية، من الأمور التي تحقق إحساس الأمان بالفعل ولكن بصورة مؤقتة ، لأن كل الأسباب السابقة أسباب مؤقتة و زائلة، بمجرد إختفائها يفتقد معه الإنسان الشعور بالأمان.

 



لماذا أفتقد شعور بالأمان؟

يمكن أن يكون الشعور بعدم الأمان ناتجًا عن عدة عوامل مختلفة، ويختلف من شخص لأخر على حسب درجة معرفته و ربطه بمعنى الأمان و من بعض الأسباب الشائعة لهذا الشعور:

 

1. الخوف من المستقبل: قد يشعر الشخص بالقلق بشأن ما قد يحدث في المستقبل وعن عدم اليقين بشأن الأمور القادمة

 

2. الخوف من الفشل أو الرفض: قد يكون الشخص يشعر بالقلق بشأن أدائه في العمل أو في العلاقات الاجتماعية ويخشى الفشل أو الرفض.

 

3. التجارب السلبية السابقة: قد يكون الشخص قد خضع لتجارب سلبية في الماضي مثل الإساءة أو الضياع أو الخيانة، وهذا يؤثر على شعوره بالأمان.

 

4. البيئة الاجتماعية السلبية: البيئة المحيطة بالشخص يمكن أن تؤثر بشكل كبير على شعوره بالأمان، إذا كان هناك جو سلبي أو عدم دعم من الأشخاص المحيطين به.

 

5. اضطرابات نفسية: بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق أو الاكتئاب يمكن أن تؤثر على شعور الشخص بالأمان.

 

6. الظروف المعيشية الصعبة: قد تكون الظروف المالية الصعبة أو الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة أو الظروف الصحية السيئة سببًا لشعور الشخص بالعدم الأمان.

 

يمكن أن يكون هناك أسباب أخرى أيضًا. من المهم أن يحاول الشخص تحديد الأسباب المحتملة لشعوره بعدم الأمان والبحث عن الدعم اللازم، سواء من خلال التحدث مع الأصدقاء والعائلة أو البحث عن المساعدة الاحترافية إذا كانت الحاجة ماسة.


الأثار النفسية السلبية الناتجة عن سيطرة إحساس الخوف و عدم الأمان:


  • إنعدام الثقة بالنفس : حيث يشعر الفرد بعدم القدرة على التعامل مع التحديات والمواقف بكفاءة. 
  • التأثير على العلاقات الاجتماعية: حيث يمكن أن يؤدي الشعور بالخوف والقلق إلى انعزال الفرد وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي بفعالية.
  • الاكتئاب: يمكن أن يزيد الشعور بعدم الأمان من مخاطر الاكتئاب، حيث يشعر الشخص بالعزلة والحزن بشكل متكرر.
  •  التأثير على الأداء اليومي: يمكن أن يؤثر عدم الإحساس بالأمان على أداء الفرد في العمل أو في الدراسة، حيث يشعر بالتوتر وعدم اليقين، مما يؤثر على قدرته على التركيز والإنتاجية.

 

ماذا أفعل لكي أشعر بالأمان والسكينة والإستقرار النفسي ؟

 



- محاولة الفهم الحقيقي وارء سبب شعوري بعد الأمان


بمعنى : فهم نفسك أولاً و إحتياجاتك الحقيقة ثانياً ، ثم مراقبة النفس، مالذي سبب لي إحساس الخوف وعدم الأمان


هل الخوف من الفقد مثلا؟

هل الخوف من المستقبل؟

مواجهة النفس بكل صدق بكل الأسئلة والإجابات الواردة بداخل نفسك، هذه هي البداية الحقيقة لمراحل الوصول إلى الأمان النفسي المطلوب.

·       الإجابة على سؤال (متى أشعر بالأمان ؟)

بعد مرحلة سؤال النفس والمواجهة الصادقة مع النفس، أطرح سؤال حقيقي أخر ، هو هل انا مرتبط بشىء مؤقت يشعرني بالأمان  ومع فقد هذا الشىء افتقد الشعور بالأمان؟ ، مثل المال و الأشخاص والأشياء المادية الملموسة.

الإجابة الصادقة هنا ، سوف تساعدك على التخطيط الجيد و التدريب النفسي و عمل بعض الخطوات للوصول إلى الإحساس بالأمان.

·       تقبل فقد الأشياء في الدنيا

واالإستعداد الجيد لفقد الأشياء  ، يساعدك على إستقرار النفس و الوصول إلى الإحساس بالسكينة.

·      

     المواجهة ثم التسليم :

تخيل الشىء الذي تخاف منه أنه حدث بالفعل

أشياء تحدث ضد رغبتك أنت بالذات

حاجات بتتجنب دايما تحصل ...و بتحصل

حاجات بتخاف منها ...و تجيلك

أحداث معينة بتحصلك و حاسس إنها فوق طاقتك ..

بتعافر دايما .. و بتحاول تتفاداها .. و تبقى قريبة منك .. و ضاغطة عليك نفسياً جدا ..

أنت بتعمل كل الى عليك . عشان تبعد عنها .. و بس ..

بعد المرحلة دى .. سلم ... سلم تماما ..

سلم بوجودها .. و قرر من جواك إنك متقبلها .. إنها جزء من أحداث حياتك .. و إنها مؤقتة .. و  عندك من القوة و الطاقة إنك تستحملها ..

( لا يكلف الله نفس الا وسعها ) ..

على قد قوتك .. شيلتك ..

هتاخد و قتها ... و هتهون .....و هتعدى ..

 

·       ذكر الله سبحانه وتعالى

في إحد برامج الداعية مصطفى حسني ذكر أن من أسباب تقوية النفس في لحظات الضعف والخوف هو: ذكر الله قال الله تعالى ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) ( الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ).

الذكر قادر على ان يجعلك في حالة إستحضار دائم للفاعل الأكبر الوحيد في الكون، فتستقبل المشاكل والتحديات الى في الأحداث و من الأشخاص ،و انت مدرك ان الكبير المهيمن ( الله سبحانه وتعالى ) ورا كل شىء وقادر على إنجائك من كل شىء ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا).

فكثير الذكر مستحضر دائماً لسند المهيمن سبحانه وتعالى.

فكن كثير الذكر و شوف أثر ده ، على قوة روح في إستقبال تحديات الحياه
.

·       

     الصلاة الهادئة المطمئنة

 




الصلاة بفضل الله سبحانه و تعالى .. نعمة .. نعمة كبيرة أنت تختار بكامل إرادتك ان تقوم بها .. لماذا ؟

لحمايتك .. لحفظك .. للوصول بسببها الى حالة من السكون ..و الإتزان ..و الإطمئنان ..

سبحان الله .. وصف حالة الانسان .. تتغير و تتهاوى .. و تهلع ..

إلا المصلين ...

الله سبحانه وتعالى ..أكرمنا... بفرض الصلاة .. لعلمه بطبيعة حالنا .. و إحتياجنا الضروري لها

و فى الأيات .. التاليه:

بسم الله الرحمن الرحيم ..

إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعࣰا ۝٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَیۡرُ مَنُوعًا ۝٢١ إِلَّا ٱلۡمُصَلِّینَ ۝٢٢ ٱلَّذِینَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَاۤىِٕمُونَ ۝٢٣﴾ (المعارج "١٩-٢٣").

طبيعة الانسان .. ضعيفة .. هشه .. قابلة للخوف و الهلع من أبسط الاشياء .. و لكن الله سبحانه وتعالى أختص برحمته المصلين ان يبعد عنهم هذا الإحساس الصعب ..

ف
ي الصلاة صلة بالله عز وجل القادر على حمايتك حتى من نفسك ..

فى الصلاة .. سكينة

فى الصلاة .. أمان

فى الصلاة .. استقرار

فى الصلاة.. ثبات. ..

فى الصلاه .. سجود .. تبوح به بما لم تقدر ان تبوح به لأحد

فى الصلاة .. حياه ..

اللهم اجعلنا من المصليين الخاشعين المقبولين ..

 

·       الحمد لله من القلب

الحمد لله كلمة مريحة تقال و بكثرة عند حلول الخير و الرزق ..و تحقيق شئ تمنيته .

و تصبح مريحة اكثر .. و أثرها على قلبك .. أقوى .. عندما تقال عند الشدائد ... عند الخوف..عند الشعور بالوجع ...عند القلق .. عند لحظة يأس ..  عند اتخاذك بكل الأسباب المتاحة لك .. و لكن النتيجة لم تكن مرضية ..

عند الشعور بالخذلان ..

عند الشعور بالفقد ..

عند الشعور بوجع قلبك ..

عند الشعور بالخوف..

 

قولها و إن لم تشعر بها ..

قولها في عز خوفك وقلقك ..

قولها و كررها بلسانك ... لتسرى بجسدك و قلبك .. لتشفيه و تهون عليه ..

قولها بيقين ..

قولها .. لتثبت لقلبك و عقلك .. إنك راضى .. إنك قابل أقدار الله .. عز و جل ..

الحمد لله دائماً و ابداً ..

 

·       إستشعار أية ( إنا لله .... و إنا إليه .....راجعون )

بمجرد قراءة هذه الآية يتبادر في ذهننا حدث معين أو فراق أحد لكنها أية بمجرد تذكرها و تأملها و إستشعارها جيداً

نجدها أية كلها جمال و أمان و إطمئنان و سكينة إنها الأمان المطلق الذي ليس بعده قلق او خوف أو حزن او ضعف او غم او وهن او عجز

أنت منك إلى الله سبحانه و تعالى

 منك إلى الأعظم

منك إلى العادل

منك إلى اللطيف

منك إلى الرزاق

منك إلى الرحمن

منك إلى الرحيم

منك إلى القوي

منك إلى الله جل  جلاله بجميع صفاته الحسنى

الحمد لله إنك (مش منك  لأي بشر أو كائن او حتى لنفسك ) ، نحن جميعاً بطبيعة البشر متقلبين و ناقصين و ضعفاء نحتاج دائماً إلى السند الدائم القوي الآمن .

في بعض الأوقات تقال كلمة لشخص ( منك لله )  و يتبادر في ذهن البعض انها دعوة غير طيبة  و لكنها( الأمان كله ) ( الأمان المطلق ).

شئنا أم أبينا... كلنا لله وكلنا إليه راجعون و ده الى يطمن .. الحمد لله ...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-