بسم الله مكملين مع بعض رحلتنا، رحلة البحث عن الكنوز، كنوز الثراء الفكري والروحاني السلوكي والأخلاقي.
هنبدأ مع بعض سلسلة جديدة من الكنوز، وهي كنوز أسماء الله الحسنى.
معرفة معاني أسماء ربنا سبحانه وتعالى وإزاي بيعاملنا بيها عشان نتعرف على ربنا أكتر فنحبه أكتر، فنعرف نكون حاضرين معاه في العبادة أكتر، ونشاهد الله سبحانه وتعالى في كل الأحداث إللي بتمر بينا.
كنوز اسم الله الخالق
معنى الخالق يعني الموجد من العدم ، اللغة العربية والشريعة تسمح إني أقول واحد خلق حاجة، بس بمعنى صنع يصنع حاجة بس مش من العدم.
فاكر سيدنا عيسى (أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير)، يجيب الطين، يصنع منه شكل طير، يجيب شوية خشب و شوية حديد، تخلق منها ترابيزة..
لكن توجد من العدم؟ ، ده الله سبحانه وتعالى عشان كده ربك في القرآن يقول (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)(المؤمنون"14") لإن ربنا هو الوحيد الذي يخلق من العدم.
التفكر في مخلوقات الخالق
إسم الله الخالق، ذكر في القرآن 11 مرة، لكن قضية الخلق ذكرت أكتر من 250 مرة ، ودايماً ربنا سبحانه وتعالى في القرآن يقول لنا و أنتوا شايفين بعنيكوا المخلوقات ، خلي قلبكم يرى الخالق، ويرى بديع صنع الخالق سبحانه وتعالى، فتلاقي مثلا ربنا يقول لك لما تبص للسما متبصش بسطحية تبص للكواكب والرياح وتبص للسحب (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )(البقرة "164") علامة إن عقلك يبحث عن الخالق، وبديع صنع الخالق. مش بس كده ده ربنا قال لك وأنت بتشوف الحيوانات الى موجودة حواليك، عينك تشوف الدابة، وقلبك يرى ما وراءها من عظمة الخالق. ربك يقول (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ) لما تشوفها كده بتسرح في الوديان والجبال منظر جميل، تذكر إن إلى خلق الجمال ده هو الله، (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (٦) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (النحل "7") ، وربنا خلق فيهم معنى الخدمة والتسخير للبشر.
الدعاء لله الخالق من العدم .. بكل ما تتمناه
لما يبدأ قلبك يتعلق بالخالق الموجد من العدم، تبدأ تطلب منه إنه يخلق لك حاجات، ممكن يبقى صعب إنك إنت توجدها، لا يوجدها إلا الخالق القادر سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى يوجد من العدم الأشياء الملموسة
ويوجد من العدم المعاني المحسوسة، إللي بيدور على الحب والتقدير والقبول من إللي حواليه يسعى إنه هو يحصل ده بأخلاقه الجميلة، لكن يطلب من ربنا إنه يخلق ده في قلوب الناس.
عشان كده سيدنا زكريا رغم إن كان صعب جداً إنه يرزق بذرية، لكنه عارف إن ربنا قادر على الإيجاد من العدم، فطلب من ربنا الولد عشان يورث منه النبوة، ويشعر سيدنا زكريا إنه قد رسالته في الحياة، فلما ربنا قال له انا ببشرك بغلام، (قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا )(مريم "9") ،.افتكر يا زكريا إيجاد ليك من العدم، وقد خلقتك من قبل، ولم تكن شيئا .
و أنت نازل شغلك كل يوم تدعي إن ربنا يخلق لك فرص الرزق؟وعيش بالمعنى ده. إنك نازل تسعى، و بتتمنى إن الله يوجد من العدم سبحانه وتعالى أشياء فيها أبواب رزقك.
قال تعالي في القرآن (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤفَكُونَ)(فاطر"3").
فأنى تؤفكون بمعنى ليه ناسيين،
أنا عايش بطلب من ربنا، و بعبده بهذا الإسم، وبطلبه إن هو يعاملني بهذا الاسم بعد ما تتعلق.
تتخلق علاقتنا بأسماء الله الحسنى، إن أنا أتخلق يعني إيه؟ يعني أعامل الناس بهذا الاسم؟ قاله، طب أنت ممكن مثلا اسم الرحيم.. أرحم الناس .. اسم الكريم أكرم الناس اسم الخالق، تعمل إيه؟
قال لك تحترم جميع الخلق جماد نبات، حيوان إنسان كلها مخلوقات تحترمها.
كان سيدنا الإمام الشبلي عنده كده شال غالي قوي ، في يوم من الأيام. ماشي؟ فلقى كلب كده ميت منتفخ متعفن فبص له كده ومشي بعدين رجع وقال لصاحبه خد كفن الكلب ده في الشال بتاعي وتعالى ودفنه راح الراجل حطه في الشال ودفن الكلب بس غسل الشال ورجع ليه
قال له: ليه رجعتني الشال؟
قال له: لإنه ده غالي قوي يعني ودا متعفن،
قال: أنا هقول لك أنا عديت عليها، فبصيت للكلب المتعفن ده نظرة واحتقرته، فسمعت صوتا في قلبي ينادي أليس هذا من خلق الله؟ فعملت الموضوع ده، رجعت واحترمت وأكرمت ودفنته في أغلى شال عندي.
شوف عندهم تعامل مع الخالق عشان كده
إللي بيفتري على الحيوانات الضعيفة، ناسي الخالق ،
الأب إللي بيفتري على عياله بالضرب المبرح ناسي الخالق،
سيدنا النبي كان يقف لجنازة يهودي معدي فيقول والله يهود بيحاربوك وده مات بتقف لليهود المعدي؟ قال نعم، أليست نفسا؟هذه النفس ليها خالق. فيحترم الجميع صلى الله عليه وسلم.
ده كان معنى اسم الله الخالق الموجود من العدم وكيف تتعلق بيه وكيف تتخلق بهذا الاسم مع الخلق. ودي كنوز اسم الله الخالق.
