الحياة الأخرة في القرآن - بصير الحلقة 2



بصير الحلقة 2





عايز أشاركك مجموعة حقائق تعرفها على وجه اليقين عشان تكون بصير بعلاقتك بالأخرة:





الحقيقة الأولى : الدنيا زي رحلة الترانزيت هي مابين مرحلة العدم و يوم القيامة

إحنا كنا في علم الله .. أرواح ربنا خلقها عنده
(هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) ( الإنسان "1")



انا وانت مكنش حد يعرفنا و من مية سنة مكنش حد موجود ، لم نكن شيئاً مذكورا ، لكن كنا أرواح عند الله سبحانه وتعالى ، و بعدين جئنا إلى الدنيا و مطلوب مننا أعيننا تكون على الأخرة (بيتنا الأصلى ).
فاحنا في رحلة ترانزيت و بعدين هنروح عند الله سبحانه و تعالى

زي في مثال شهير جدا


واحد مسافر من مصر إلى أمريكا و هيقعد ترانزيت مؤقت في ألمانيا هيقعد ساعة أو ساعتين وبعدين يطلع على أمريكا، فأنت في مطار ألمانيا انت في منتصف الرحلة ، لازم ودانك و عينيك الى بتقولك ان الطيارة قربت ، فلو قعدت تتمشى وتنشغل بالمحلات الى في المطار، ممكن الطايرة تروح عليك ، وساعتها راحت الوجهة الأساسية و الغاية الى انت رايحلها في الأساس ، لمجرد انك انشغلت بحاجات تشتريها من مكان الترانزيت.
زي واحد اشترى سكينة من محل من محلات المطار، فجه يطلع الطيارة ، قالوا له ، انت ممنوع تطلع بالسكينة دي فراحت على الطيارة، فالدنيا كده .

احنا كنا في العدم و المفروض ان احنا مخلوقين للجنة .

فخد بالك عينك على الأخرة ، إنت في رحلة ترانزيت


سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول ( من كانت الأخرة همه جمع الله شمله،و جعل غناه في قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة و من كانت الدنيا همه شتت الله شمله و جعل فقره بين عينينه ولا يأتيه من الدنيا إلا ما قدر له )


(لأن الوجهة الرئيسية هي الأخرة هي السفرية الكبيرة هي المستقر عن الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر)


عشان كده خلي عينك دايما على الأخرة انت في رحلة ترانزيت ، أستمتع بس وانت دايما بتفكر ( لما أتسأل بكرة هتقول ايه )
قال الله تعالى

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) ( الحديد "20")

غيث : مطر

أعجب الكفار : أعجب الزراع و سموا كذلك ، لأن الزراع يقوم بتغطية البذرة داخل جوف الأرض لذلك سمو بالكفار


الحقيقة الثانية : وازن بين الخوف والرجاء

عشان تكون بصير في علاقتك بالأخرة محتاج تحمي إحساس (الإشفاق من الأخرة) ودي الحقيقة التانية اللازم تاخدها على وجه اليقين ، أن الصالحين جوة قلوبهم إشفاق من الأخرة يعنى ( توازن ما بين الرجاء في رحمة ربنا الواسعة ومابين الخوف من ذنوبي الى ممكن تعرضني لشىء من الحساب أو العتاب يوم القيامة )



الله سبحانه وتعالى يقول
(إنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ۝ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ۝ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ۝ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ۝ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ۝ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ۝ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ )( المعارج)

إتزان قلبك مليان بيه في علاقتك بالأخرة و ده ( الإشفاق )

الله هيستقبلنا برحمته

(يا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ)( الزخرف"67")

(إنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ...لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ..لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (الأنبياء"103")

و برده لو أغتبتك أو اتكلمت في سمعتك أو سرقت مالك أوجيت عليك وخدت حقك ، ممكن تاخد من حسناتي يوم القيامة و ابقى انا في ضيق .

و كثير في القرآن يتكلم عن الحقوق يوم القيامة

(وقِفُوهم إنَّهم مَسْئُولُونَ﴾ ﴿ما لَكم لا تَناصَرُونَ﴾ ﴿بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) ( الصافات "25")

سيدنا سفيان الثوري أحد أصحابه يسأله يوم عرفه " من أسوأ حالاً في هذا الجمع؟" قال: الذي يظن أن الله لن يغفر لهم. ( ده ظننا في الله سبحانه وتعالى)

لكن علشان تكون بصير في علاقتك بالأخرة حافظ على فكرة ( الإشفاق ) اني ان ممكن اكون بأذي في خلق الله أو اكون مقصر في فروض ديني و اروح الأخرة في وضع مش تمام يوم القيامة .

فالرجاء في رحمة الله و خوفي من الذنوب هو (الإشفاق) فخذه على وجه اليقين.


الحقيقة الثالثة : لو ضاعت الأخرة من أمام عينيك

أيها البصير في رحلتك من الشتات إلى اليقين محتاج تصدق أن سلامة قلبك مرتبط جدا بإستحضارك للأخرة و تجعلها نصب عينيك
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول ( الأخرة أقرب لأحدكم من شراك نعله )


بمعنى أنها قريبة جدا منك

أفكار تساعدك على راحة قلبك في حالة رؤيتك للأخرة

راحة البال لو اتظلمت

فيه مستوى معين من القهرة يدخل القلب لما تنسى أن ربك سوف يفصل بينك وبين الى ظلمك يوم القيامة.
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً)(النبأ"17")


(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا)(النبأ"37")


هتشوف ربك هو بيجبلك حقك يوم القيامة

· معيار الصح والغلط

معايير الحلال و الحرام مرتبط بحساب الاخرة زي الصلاة و حقوق العباد .. من اهم ما ستحاسب عليه يوم القيامة، ولو انت فاكر الأخرة دائماً ، مش هتأجل التوبة ، ودي من أكثر الحاجات الى بتحافظ على سلامة قلبك.
(حتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)


البرزخ : هو الفترة الزمنية بين الدنيا و يوم القيامة وهي الى بيقضيها الإنسان في القبر ، فهو أثناء ذلك قال ( رب ارجعون) لكنه سوف و أجل التوبة .

عشان كده الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا نتوب كل يوم ( فإني أستغفر الله و أتوب إليه في (اليوم) أكثر من مائة مرة 

· إهتمامك بحماية العباد منك:

إهتمامك برد حقوق العباد ، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( من كانت له عند أخيه مظلمة فليتحلله من قبل ألا يكون ثمة دينار ولا درهم ، و لكن بالحسنات ، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإذا فليت حسناته ، أُخذ من سيئاته فطرحت عليه )
ثمة : تعنى هناك ( في الأخرة )
كأن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقولك إستحضر المشهد ده و انت متستحقوش .


فالأربع مشاهد دول يكونوا سبب في سلامة وصلاح قلبك ولكن بشرط أن تكون الأخرة دائما امام عينيك

فأرحل من الشتات إلى اليقين يا بصير و اتمرن ألا تغيب الأخرة من امام عينينك

ما ينجي و ما يهلك في الأخرة



الإنسان البصير عارف ان يوم القيامة أهم يوم في تاريخه كله ، عارف أنه يوم الفصل
(فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير)( سورة الشورى "7")ِ


كلنا في الجنة بإذن الله رب العالمين اللهم آمين


هل تعرف على وجه اليقين ما هي المهلكات والمنجيات الى في الأخرة


المهلكات :

الإستهانة بحقوق الخلق :

 

(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ)(الأنبياء"46")


القسط: العدل

أي إنسان سلب إنسان حق جسدي فأذاه او حق مالي في مقتنياته أو حق نفسي في نفسيته فأهانه مثلا، يوم القيامة لو العمل قد حبة الخردل بمعنى ان وزنه بسيط جدا قد الجرام حتى ، ربنا سبحانه وتعالى هيظهرها يوم القيامة، ( فلا تظلم نفساً شيئا).

المنجيات:

البعد عن الكبائر:

(إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا)(النساء"31")


أبعد عن الكبائر

أبعد عن الغيبة

أبعد عن الخمرة

أبعد عن الفواحش والشهوات الجسدية وربنا يرزقك من حلال .


· أركان الإسلام:

جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يسمع لصوته دوي ( صوته جهوري) وقال يارسول الله ( ما الإسلام؟) قال: تقيم الصلاة ( خمس صلوات)

قال: هل علي غيرها

قال: لا ( إلا أن تطوع)

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له أركان الإسلام كلها و قال الرجل : والله لا ازيد عنها أو أنقص ،

قال النبي صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق

( لو فقط مشيت على أركان الإسلام) هتنجو يوم القيامة بإذن الله .


خليك بصير بحقيقة هذا اليوم وروح عند ربنا و أنت في رحمة الله


اللهم يارب يا من لا يخيب رجاءاً و لا يرد دعاء نسألك يا الله أن تحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وثبتنا يا الله و أرفع درجاتنا وثقل موازيننا ، اللهم إنا نعوذ بك من الميزان و خفته ومن الصراط و وذلته ومن يوم القيامة و روعته وأرزقنا في الدنيا رحمة و حنانا وفي الأخرة قبولاً و أمانا


وصلى اللهم و سلم على ملجأ الأمم يوم الدين
و الحمد لله رب العالمين




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-